وُلد في عام 1961 بقرية الزبيرة بمحافظة تعز، نجمٌ ساطعٌ في سماء الصحافة والسياسة اليمنية. نشأ في أحضان الطبيعة الخلابة، حيث كانت الجبال تحكي قصص الأجداد، والأودية تردد أهازيج الأمل. ومن هناك، بدأت رحلة هذا الفتى الذي سيصبح فيما بعد رمزًا للجرأة والشجاعة.
انتقل الفتى إلى الحديدة، حيث استقى من بحرها الواسع علمًا ومعرفة، ثم أكمل تعليمه الثانوي في صنعاء، المدينة التي تحتضن بين جدرانها أسرار التاريخ وأساطير الماضي. كان ضمن أول دفعة تجنيد في "خدمة الدفاع الوطني" عام 1979، حيث تعلم الانضباط والالتزام، وهما قيمتان سترافقانه طوال حياته المهنية.
في صنعاء، وبين أروقة مؤسسة سبأ للصحافة والأنباء، بدأ الفتى مشواره المهني كإداري. لكن شغفه بالكلمة لم يكن ليتوقف عند هذا الحد. حصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة صنعاء، ليجمع بين العلم والقانون، ويبدأ رحلة جديدة في عالم الصحافة.
انتقل للعمل في صحيفة "الجمهورية" بتعز، حيث بدأ كاتبًا ومحررًا صحفيًا. هناك، بزغ نجمه ككاتب جريء لا يخشى قول الحق. عُين رئيسًا لقسم التحقيقات الصحفية، ومن ثم نائبًا لمدير تحرير الصحيفة. لكن قلمه لم يعرف القيود، فكتب في صحف أخرى، أبرزها "صوت العمال"، ليصبح عضوًا مؤثرًا في نقابة الصحفيين واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
كان صوتًا للحق في زمنٍ علت فيه أصوات الظلم والطغيان. شارك في قيادة لجنة الإضراب الشهير بتعز عام 1991، ووقف في وجه الفساد بكل شجاعة. خاض انتخابات البرلمان عام 1993 وفاز بأغلبية ساحقة، لكنه لم يرضَ بالجلوس في مقاعد المتفرجين على مسرح الفساد. استقال من مجلس النواب احتجاجًا على الفوضى وعدم المصداقية.
اشتهر بعموده الصحفي "الديمقراطية كلمة مرة"، مثلت كتاباته ثروة فكرية وسياسية، شاهدة على مرحلة حرجة من تاريخ اليمن.
رغم كل التحديات، لم يتوقف عن العطاء. وإثر عارض حصي مفاجئ نقل إلى المستشفى ولم يلبث أن غادر الحياة، أثناء رقوده في المستشفى ثدر قرار بتعيينه ملحقًا ثقافيًا لليمن في بولندا، لكن الأقدار شاءت أن يغادر الحياة في ظروف غامضة عام 1995. دفن في موكب جنائزي مهيب بمدينة تعز، تاركًا وراءه إرثًا من القيم والمبادئ.
لقد كان قلمًا جبارًا في مواجهة الفساد والاستبداد، صانعًا للكلمة الحرة التي لا تعرف الخوف. وها نحن اليوم نتذكره كرمزٍ للنضال والشجاعة، ونستلهم من سيرته العطرة دروسًا للأجيال القادمة.